الخميس، 14 يونيو 2012

اخبار السياسة

لن اكتب اليوم عن سوريا ولا عن انتخابات مصر ولا عن واقعنا الاسود فى بلاد العربسان فقد مللت السياسة و كما قال الامام محمد عبده يوما لعن الله ساس يسوس و سائس و سياسة..و ان كان حتما ان نتكلم فى تلك القضايا فاهلنا يبادون فى سوريا فى حرب اجدها اشد وطأة من حرب العراق يدفع فيها الاطفال الثمن الباهظ من دمائهم البريئة الزكية, لكن اللسان قد كل و القلب قد مل و نضب القلم فلم يعد هناك ما يقال .. حتى متابعة الاخبار اصبحت عملا فى غاية المشقة فقد نفذ مخزون ادراك بشاعة الدنيا و ما يحدث فيها من عقلى و اغرقنى يم الخجل فلم اعد استطع ان ارى اجساد اطفال ممزقة و جثث مكومة فوق بعضها بالمئات ثم بعد ذلك اكل و اشرب و اضحك و اقوم بامور حياتى اليومية, عجز عقلى عن استيعاب تلك الامور و تراكمت يوما بعد يوم و شهرا بعد شهر حتى كرهت الاخبار و نشراتها و الصحف و صورها و عزمت على اخذ اجازة مفتوحة من اخبار الدنيا فلا تحدثنى عن الدنيا و ما يحدث فيها.
عن ماذا اتكلم اذا؟ اصول و اجول هنا و هناك بخيالى و اجدنى اعود حيث كنت فاسال نفسى كيف حال اهلنا فى سوريا و متى سيرحل المجرم القاتل؟ او اسال نفسى ترى من سينجح فى انتخابات مصر و كيف سيكون مستقبلها؟ و ادرك اننى وقعت فى المحظور الذى حظرته عن نفسى لكن ما حيلتى ان كان عقلى قد الف الصداع و نفسى تعودت الاوجاع.. و اعزم على ترك التفكير و آخذ بعض الجولات بين الفيسبوك و الصحف و المنتديات فلا تخلو الجولة من تعليق هنا او هناك و قد كتبه من يبرر جرائم سوريا او من سيتفز عقلى و اعصابى فى امور الانتخاب فى مصر او من يؤلف تأليفا و يغير حقائق تاريخية حول السياسة فى الشرق الاوسط و علاقته بامريكا مثلا الى اخر تلك الامور التى تسوقنى الى الرد الفورى على تلك التعليقات ,فانا انسان ضعيف افقد القدرة على السكوت حينما ارى امامى مهزلة تحدث والقدرة على السكوت امر لا يستهان به اطلاقا ففى تصورى من يملك هذه القدرة لابد و ان يكون بطلا اسطوريا وليس قويا فحسب.
و طبعا طالما انبريت للرد على احد تلك التعليقات فعلى الرد تأتى الردود و تستعر حروب و معارك فى المنتديات و المواقع الاجتماعية و ضف الى ذلك مواقع الشات مثل البالتوك ليصبح الانترنت كله معترك سياسى اهون على ان اهرب منه لمتابعة الجزيرة اذا اردت حقا راحة اعصابى من عبئ السياسة و ثقل الاحداث.
كم اتمنى ان اتمكن يوما من التحرر من الكمبيوتر و التلفاز و الموبايل والسيارة و ان اعيش حياة ريفية صحية استمتع فيها بالطبيعة و راحة البال.. اتمنى ذلك و اعرف تمام المعرفة انى عاجز عن احتمال تلك التجربة , تماما كما يعلم المدخن مضار التدخين و يتمنى ان يقلع عنه لكنه حينما يكون على المحك يعلم انه لن يستطيع بل الادق انه لا يريد الاقلاع عنه, و برغم كون العبد لله قد انعم الله عليه بان اقلع نهائيا عن التدخين على غير حول منه ولا قوة و فقط بفضل الله, الا انه لا يقوى عن الاقلاع عن النت و التلفاز و المحمول و السيارة الخ من تلك الاشياء التى لا ادرى على الحقيقة هل نحن من يملكها ام انها هى التى تملكنا؟
لذلك لا ارى بد ولا مفر من كون الاخبار تحاصرنى من كل اتجاه حتى حينما القى الاصحاب فما يفرغ احدهم من السلام على حتى يمطرنى بنشرة الاخبار لاسيما ان كان يعلم انى طلقت الاخبار طلاقا بائنا فيبالغ فى اكترار الاخبار التى قد سمعها قبل ان ياتينى وهو يظن انه يسدى الى معروف ,,لاننى لا اتابع الاخبار,, و طبعا لانى لا ارى الصور التى تاتى فى النشرات فيبالغ هو ايضا فى نقل و تصوير التفاصيل نقلا مبهرا و تعبيرا فائق الدقة و كأنه قصاص بارع او روائى متمرس ينقل اليك الصورة بالكلمات التى تغنيك عن النظر الى الصورة.
لا مفر إذا من الحياة فى ذلك العالم الذى قد اصبح كما يقال قرية صغيرة ,وسائل الاعلام و الاتصال و سيل الاخبار يتدفق و يقتحم عليك حياتك كضيف ثقيل ..فيا اهلا بغم النفس و يا اهلا بغصة القلب.

الثلاثاء، 12 يونيو 2012

مرحبا بالتدوين


ها انا قد عدت الى مدونتى المغمورة بعد ثلاث سنوات , فقدت خلالها شهيتى للتدوين و استبدلتها بشراهة فى القراءة و متابعة الفيسبوك لاسيما فى العام الاخير بعدما قامت ثورات العربان فى بلاد العربستان.. عدت اليك يا مدونتى الصغيرة المجهولة و كأنى أشعر براحة الدخول الى المنزل بعد غيبة او سفر طويل.. تغمرنى فرحة لا اعرف لها وصفا بعودتى لاكتب فى ذات المدونة التى كنت اهرب منها خجلا كلما طالعت رابطها بين قائمة المفضلة على متصفحى, و كأنه كان عملا على انجازه و هناك من سيحاسبنى عليه , كلما تذكرت المدونة او عبرت بمدونة ما و تذكرت ان لى ايضا مدونة مهجورة كنت اهرب من الفكرة خجلا من نفسى و يثقل على الامر فاتجاوز التفكير فيه .. حتى اخذت قرارى بعمل مدونة جديدة منذ بضعة اسابيع و اخذت اشحذ الهمة واشحن الطاقة و اوطن نفسى على الالتزام بالكتابة و الاستمرار هذه المرة و كانت الليلة التى جلست لابحث فيها عن اسم لمدونتى الجديدة و اختار بين مواقع التدوين التى اكتشفت انها اصبحت فى الايام الاخيرة اكثر من مواقع الاغانى و من برامج الشات , فقد كان اول عهدى بالتدوين منذ قرابة عشر سنوات لا يوجد سوى ثلاثة او اربعة مواقع لاستضافة المدونات , و كان هناك مشاكل فى تشكيل النصوص باللغة العربية على المواقع و بعض الصعوبات متعلقة بعدم ظهور اللغة العربية و اختيار الخطوط الخ , و كانت انذاك مدونة مشتركة يكتب فيها اربعة اشخاص بينهم العبد لله , ثم ضاقت علينا المدونة فعملت مدونة اخرى مع صديق عزيز اسمه عبد الرحمن جادو اظنه اتجه للعمل الصحفى الان فقد انقطعت اخباره منذ سنوات , و هكذا توالت المدونات بل ان شئت قل توالت المحاولات الفاشلة التى لم يكتب لها الاستمرار بسبب نقض العزيمة و انقضاء الهمة , و قد قيل لاحد الحكماء قديما كيف عرفت ربك؟؟ فقال عرفت ربى بنقض العزائم و انقضاء الهمم , و قد قال الله تعالى و اعلموا ان الله يحول بين المرء و قلبه, فسبحان ربى العظيم ,ما كان يجول بخاطرى انذاك ان تجرى السنين بتلك السرعة لاجد نفسى اكتب فى احدى الليالى هذه الكلمات و اقص حكاية معرفتى بالتدوين قبل عشر سنوات او يزيد.. كم اتمنى لو استطيع ايقاف الزمن , تلك فكرة تداعب خيالى كثيرا ربما قد اكتب عنها ان قدر الله لى ذلك قريبا ان شاء الله.

و كما ذكرت اخذت ابحث عن اسما للمدونة الجديدة حتى اعجزنى صديقى جوجل , فكلما اخترت اسما و استقرت عليه فكرتى بحثت عنه فى جوجل ليخبرنى بان هناك مدونات لا مدونة واحدة بذات الاسم , عجيب عدد المدونات الذى انتشر فى الفترة الاخيرة .. حتى سألتنى نفسى لما تريد مدونة جديدة و انت عندك مدونة بل مدونات .. لما لا تفتح المدونة الاخيرة التى اهملتها قبل سنوات و تنفض عنها التراب و تغير من شكلها لتسكنها من جديد؟
فى البداية لم ترق لى الفكرة , ثم بعد عدة محاولات اخرى عابثة لاختيار اسم لا يعرف الجوجل له مثيلا بين المدونات , اخذت الفكرة تستقر فى نفسى ببطئ , و اخذت اتثاقل فى البحث عن باسورد المدونة و فى داخلى شيئ ينازعنى و يرجو الا اجد الباسورد ولا يفلح سعيى فى فتح ذات المدونة القديمة , فهى بمثابة عار الماضى الماثل امامى و شبح الفشل فى الاستمرار من جديد , فى النهاية فتحت المدونة و وجدت ان اخر تدوينة فيها كانت فى عام 2009 حول ازمة غلق المعابر بين مصر و غزة..الحمد لله لم يكن هناك تعليقات , فكم كان سيخجلنى ان يصل المعلقين ردى بعد ثلاثة اعوام.