الأربعاء، 25 يوليو 2012

جاكى شان رفيق العمر


جلست بالامس كعادتى لكى اشاهد اى شيئ على جهاز التلفاز حتى يغلبنى النوم , فقد تعودت ان انام و جهاز التلفاز يعمل , و فى اغلب الاحيان اشاهد برامج وثائقية عن الاسترونومى -علوم الفضاء- او برامج وثائقية عن الحرب العالمية الثانية او الحرب الباردة , الا اننى بالامس رغبت فى مشاهدة احد الافلام .. ففتحت جهاز الام بى فور بلير الذى يحوى عدة مئات من الافلام لتقع عينى على فيلم لجاكى شان كنت قد قمت بتحميله من على الانترنت منذ اسابيع لرغبتى حينها فى مشاهدة افلام جاكى شان .. بالطبع قد يتبادر لذهن من يقرأ هذه التدوينة مال هذا الرجل فى منتصف عقده الرابع و يكلمنا عن افلام جاكى شان, إن فيلم الامس الذى رأيته و استمتعت بكل مشهد منه مع اننى رأيته قبل ذلك مرات و مرات هو فيلم اسمه أرمور اوف جود و بالطبع ترجم عنوانه كما جرت العادة لشيئ اخر تماما وهو ,,الدرع الواقى,, .
جلست اتذكر متى شاهدت  ذلك الفيلم اول مرة و بالكاد تذكرت انه كان فى عام 1989 كنت حينها فى مصر و الفيلم اتى فى السينمات و دخلته مرات و مرات و حينما نزل على شرائط الفيديو فشاهدته ايضا حينها .. و فى نهاية الفيلم وجدت انه من انتاج 1986 اى منذ ستة و عشرون عاما .
الفيلم فى ذاته ليس بالذى يستدعى المرء ان يبحث عنه و يجلس امام الشاشة ساعة و نصف تقريبا ليشاهد معارك الكونغفو التى يمارسها جاكى شان فى اطار كوميدى احيانا و كثير من روح الدعابة.. زد عليه ان الخدع السينمائية فى الفيلم لاسيما مطاردات السيارات و التفجيرات لا ترقى بحال الى افلام هوليود فالفيلم انتاج هونج كونج و جودته تماما كجودة بقية المنتجات الصينية, لكن بالنسبة لى كان الفيلم ذكرى و رحلة رجعت بى لقرابة ثلثى عمرى الى الوراء .. ساعة و نصف عشت فيها و انا دون الخامسة عشر, استشعرت فيها ربيع العمر مرة اخرى و كيف كنت انظر حينها للحياة حينما كنت اتابع مثل تلك الافلام , ساعة و نصف جعلتنى ادقق النظر قليلا لاجد ان ستة و عشرون عاما قد مضوا على كل تلك الوجوه التى فى ذلك الفيلم فعاش من من عاش و مات منهم من مات , مرت كلمح البصر و كأننى كنت اجلس أمس او الاسبوع الماضى و ليس قبل عقدين من الزمن لكى اشاهد ذلك الفيلم .



الأحد، 1 يوليو 2012

و عين السخط تبدى المساويا

كنت اتكلم منذ ايام مع بعض الاصدقاء حول الشعر و بعضهم يكتبه و البعض الاخر يتذوقه اما انا فمن النوعان , و اثناء الحديث و تعدد اسماء بعض الشعراء مرورا بالسموأل و حتى محمود درويش و نزار قبانى , لفت انتباهى تعليق بعضهم على الشعراء بطريقة ظننتها فى البداية مزاح حتى تبين لى بعد قليل من الوقت انها عين الجد , و ما ازعجنى كون بعض من قال هذه التعليقات حول الشعراء هو نفسه يكتب الشعر و يجيد فنه.. فنزار قبانى شعره فاضح و منحل و محمود درويش من حركة فتح و احمد مطر شيعى و ظل بعضهم يعدد الاسماء و البقية يعددون الصفات حتى لم يبقى الا القليل المرضى عنهم من بين الشعراء المعاصرين و ربما رضى عنهم الاصدقاء كونهم لا يعرفون عنهم غير شعرهم , و ازعجنى اننى اتكلم عن امكانيات الشاعر كشاعر و مدى اجادته لذلك الفن و هم يتكلمون عن انتمائه السياسى او العقائدى او الجنسية او حتى بعض صفاته الشخصية, و حينما انتبهت لذلك الامر اخذت ادقق النظر فى احاديث من حولى لاجد ان ذات الداء نعانى جميعا منه الا من رحم ربى و قليل ما هم, لكن بنسب متفاوتة و تظهر او تختفى بحسب حرارة الحديث و سخونة القضية , الناس يحكمون على بعضهم بناء على انطباعات مسبقة وليس من خلال تصرفات الاخرين او ارائهم , فيحنما اتكلم مع زيد او عمرو تكون فكرة ما عالقة بذهنى بشأن زيد انه مثلا يعتنق الفكر الشيوعى او عمرو انه رأسمالى الاتجاه و بناء عليه الفظ كل فكرة قد تاتينى من هذا او ذاك لكونهم يمثلون ايدولوجيات اختلف معها فلو قال زيد ان العدالة الاجتماعية تقتضى ان يساعد الغنى الفقير لم اقلب الفكرة فى رأسى او اتبين صوابها من خطئها انما انتبه عقلى لكون زيد شيوعى و حذرنى لا تستمع لافكاره المسممة انه شيوعى, و نفس الشيئ مع عمرو الذى لو اخبرنى بان رأس المال عليه ان يدور كى ينمو وان قيمة المال نفسه تقل حينما يكنزه الناس فلابد من الاستثمارات لكى يدور المال و يحافظ على القيمة , اصدر عقلى ذات صفارة الانذار و اخبرنى بان عمرو رأسمالى متوحش وخرجت كلماته من اذنى اليسرى بعدما دخلت من اليمنى.. نحن نحكم على الناس ولا نحكم على افعالهم و ارائهم ,اسلوب فيه من الظلم و الجور ما فيه و يجعلنا نمسك فى ايدينا بالقلم الاحمر لكى نضع علامة اكس على كل مخالف و على كل من يخطئ خطأ ولو عن غير قصد بل احيانا قد يكون غير مخطئ ونحن من اخطأ فهمه.