الأحد، 1 يوليو 2012

و عين السخط تبدى المساويا

كنت اتكلم منذ ايام مع بعض الاصدقاء حول الشعر و بعضهم يكتبه و البعض الاخر يتذوقه اما انا فمن النوعان , و اثناء الحديث و تعدد اسماء بعض الشعراء مرورا بالسموأل و حتى محمود درويش و نزار قبانى , لفت انتباهى تعليق بعضهم على الشعراء بطريقة ظننتها فى البداية مزاح حتى تبين لى بعد قليل من الوقت انها عين الجد , و ما ازعجنى كون بعض من قال هذه التعليقات حول الشعراء هو نفسه يكتب الشعر و يجيد فنه.. فنزار قبانى شعره فاضح و منحل و محمود درويش من حركة فتح و احمد مطر شيعى و ظل بعضهم يعدد الاسماء و البقية يعددون الصفات حتى لم يبقى الا القليل المرضى عنهم من بين الشعراء المعاصرين و ربما رضى عنهم الاصدقاء كونهم لا يعرفون عنهم غير شعرهم , و ازعجنى اننى اتكلم عن امكانيات الشاعر كشاعر و مدى اجادته لذلك الفن و هم يتكلمون عن انتمائه السياسى او العقائدى او الجنسية او حتى بعض صفاته الشخصية, و حينما انتبهت لذلك الامر اخذت ادقق النظر فى احاديث من حولى لاجد ان ذات الداء نعانى جميعا منه الا من رحم ربى و قليل ما هم, لكن بنسب متفاوتة و تظهر او تختفى بحسب حرارة الحديث و سخونة القضية , الناس يحكمون على بعضهم بناء على انطباعات مسبقة وليس من خلال تصرفات الاخرين او ارائهم , فيحنما اتكلم مع زيد او عمرو تكون فكرة ما عالقة بذهنى بشأن زيد انه مثلا يعتنق الفكر الشيوعى او عمرو انه رأسمالى الاتجاه و بناء عليه الفظ كل فكرة قد تاتينى من هذا او ذاك لكونهم يمثلون ايدولوجيات اختلف معها فلو قال زيد ان العدالة الاجتماعية تقتضى ان يساعد الغنى الفقير لم اقلب الفكرة فى رأسى او اتبين صوابها من خطئها انما انتبه عقلى لكون زيد شيوعى و حذرنى لا تستمع لافكاره المسممة انه شيوعى, و نفس الشيئ مع عمرو الذى لو اخبرنى بان رأس المال عليه ان يدور كى ينمو وان قيمة المال نفسه تقل حينما يكنزه الناس فلابد من الاستثمارات لكى يدور المال و يحافظ على القيمة , اصدر عقلى ذات صفارة الانذار و اخبرنى بان عمرو رأسمالى متوحش وخرجت كلماته من اذنى اليسرى بعدما دخلت من اليمنى.. نحن نحكم على الناس ولا نحكم على افعالهم و ارائهم ,اسلوب فيه من الظلم و الجور ما فيه و يجعلنا نمسك فى ايدينا بالقلم الاحمر لكى نضع علامة اكس على كل مخالف و على كل من يخطئ خطأ ولو عن غير قصد بل احيانا قد يكون غير مخطئ ونحن من اخطأ فهمه.

ليست هناك تعليقات: